أجرى فريق أنيرا مقابلات مع فتيات في عكار بلبنان ممن أصبحن في سن يتعرضن فيه لخطر الزواج المبكر.
بالرغم من عقود مليئة بالتقدم، لا تزال العديد من النساء والفتيات محرومات من حقوق الإنسان الأساسية في الصحة والتعليم والفرص الاقتصادية وحياة خالية من العنف. واستجابة لذلك أطلقت أنيرا مؤخراً برنامجاً في لبنان مدته سنتان بهدف معالجة أحد أكثر العقبات التي تحول اليوم أمام المساواة بين الجنسين وهي: زواج الأطفال والزواج المبكر والزواج القسري.
حملت المبادرة التجريبية عنوان مشروع سما. تمثل كلمة "سما" اختصاراً لشعار "حماية اليافعين عبر تقديم مساعدة ذات مغزى" ، بالإضافة لمعناها في اللغة العربية الذي يعني "السماء". ويعنون اختيار هذا الاسم الاعتقاد الأساسي للبرنامج: لا حدود للفتيات الصغيرات إلا حدود السماء.
يمول مشروع سما من قبل مؤسسة فورث الخيرية "The Forth Foundation"، والتي لجأت لمنظمة أنيرا بهدف تصميم وتنفيذ البرنامج. واستعانت منظمة فورث بالبروفيسور أنجو مالهوترا، وهو خبير دولي معروف في قضايا زواج الأطفال، وزميل زائر في المعهد الدولي للصحة العالمية التابع لجامعة الأمم المتحدة في منصب مستشار مشروع.
يقول البروفيسور مالهوترا: "نعيش للأسف في عالم تضيع فيه طفولة ملايين الفتيات وتدفن فيه فرصهنّ في امتلاك مستقبل صحي ومزدهر لمجرد أنهنّ تزوجن خلال سنوات المراهقة. لذلك، فإن التأكد من حصول هؤلاء الفتيات على فرصة امتلاك مستقبل حقيقي أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لحماية حقوقهن ورفاههن، ولكن أيضا لضمان عدم ضياع الجيل القادم."
هناك ما يقدر بنحو 650 مليون عروس قاصر في جميع أنحاء العالم. وتتفاقم هذ المشكلة في لبنان بشكل خاص في مجتمعات النازحين. فعلى سبيل المثال، تتزوج حوالي 40٪ من اللاجئات السوريات ممن تتراوح أعمارهن بين 20 و24 سنة قبل سن 18.
تظهر الأدلة العالمية والإقليمية أن أكثر الطرق فعالية في مكافحة زواج الأطفال هي اقتران التعليم بالنقود نظراً لأن الفتيات غالباً ما يتم اعتبارهنّ عبئاً اقتصادياً على الأسرة. الأمر الذي يجعل المساعدة الاقتصادية المصممة خصيصاً لدعم تعليم الفتيات أمرا ضروريا لكسر حلقة التسرب من المدرسة وزواج الأطفال. وقد تم تصميم مبادرة أنيرا الجديدة لتحقيق ذلك.
أدى الانهيار الاقتصادي الأخير في لبنان إلى زيادة معدلات البطالة بشكل كبير، ولا سيما بين اللاجئين السوريين. وفي مواجهة صعوبات اقتصادية غير مسبوقة، تنظر العائلات إلى الزواج المبكر على أنه فرصة لتقليل أعبائها المالية ومساعدة الفتيات على تأمين احتياجاتهن الأساسية. ستدعم سما بشكل مباشر ما لا يقل عن 600 فتاة من اللاجئين والمجتمعات المضيفة للاجئين في منطقة عكار شمال لبنان.
وتقول مديرة أنيرا في لبنان السيدة سمر اليسير: "تُجبر كثير من الفتيات على الزواج لأن عائلاتهن يائسة من وضعها المعيشي، خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية التي نراها الآن."
مشروع سما هو مبادرة فريدة وشاملة ومتعددة الأبعاد تجمع دعم التعليم لدى الأسر المستفيدة من برنامج الحد من الفقر مع إشراك المدافعين عن الحقوق من ضمن المجتمع لتغيير الأعراف السائدة في لبنان.
ولضمان فعالية هذا التدخل على المدى الطويل تقوم أنيرا بإشراك أفراد المجتمع وتوجيه مجموعات من المؤثرين المجتمعيين على أهمية التعليم المستمر للفتيات بهدف تغيير أعراف المجتمع التي تشجع زواج الأطفال.
"أرى أحلامي من خلال عيني ابنتي وهي ترتدي ثوب التخرج وتقبل على النجاح عبر تجاوزها الحواجز والقيود."
- مقابلة مع أم مشمولة في مشروع سما.
دعم الأطفال الفلسطينيين عبر التبرع بالأسهم
دعم الأطفال الفلسطينيين عبر التبرع بالأسهم
بقلم المتبرع لأنيرا السيد هوارد هالينجرين
سافرت إلى الخليج كثيراً بهدف العمل، وبفضل الوقت الذي أمضيته هناك قابلت عدداً كبيراً من الأشخاص في الكويت والإمارات والبحرين ممن انحدروا من فلسطين واضطروا إلى الانتقال بسبب أحداث الأربعينيات. لا يسع المرء إلا أن يتعاطف عند سماع قصص الناس حول اضطرارهم ترك أعمالهم أو استلاب منازلهم منهم. سمعت هذه القصص مرات لا تحصى على مر السنين.
أحب التبرع للمشاريع المختلفة التي تديرها أنيرا. ويشكل دعم الأطفال على وجه خاص أمراً مهماً بالنسبة لي. لا بأس إن لم أتمكن من لقائهم شخصياً، فإن مجرد مشاهدة صور حضانة الأطفال التي ساعدت على بناءها يمنحني شعوراً رائعاً.
بالنسبة للذين يمتلكون استثمارات في البورصة، فإني أشجعكم على النظر إليها بوصفها وسيلة للتبرع لمنظمة أنيرا. هناك بعض المزايا المالية الكبيرة في التبرع بالأسهم تتمثل في سماح حكومة الولايات المتحدة بخصم القيمة السوقية الكاملة لأي سهم متبرع من ضريبة دخلك السنوية.
اسمحوا لي بقديم مثال على ذلك: لنفترض قيامكم بالتبرع بـ 100 سهم من شركة آبل تم شراؤها بسعر مئة دولار وتبلغ القيمة السوقية لكل منها ألف دولار. إن بيع هذه الأسهم يترتب عليه دفع ضريبة أرباح رأس المال على المبلغ وقدرها تسعة الاف دولار. بالمقابل، فإن تبرعكم بالأسهم للجمعيات الخيرية سيجنبكم دفع ضريبة أرباح رأس المال، ويمكنكم من المطالبة باسترجاع كامل المبلغ المقدر كخصم ضريبي على تصريحكم الضريبي. بهذا تتحقق مصلحة جميع الأطراف، ناهيك عن التأثير الذي سيحدثه دعمكم في حياة الأشخاص الذين تساعدونهم.
إن كنتم ممن حققوا مكاسب في رأس المال في الآونة الأخيرة، فهناك حوافز ضريبية حقيقية لدى تبرعكم بأصول الأوراق المالية لدعم العمل الرائع الذي تقوم به أنيرا.
أثر ظهور الوباء على فعالية التعلم في جميع أنحاء العالم
وأجبر العديد من الفصول الدراسية على الانتقال إلى التعليم عن بعد. أثرت هذه العراقيل في التعلم الشخصي بشكل خاص على الطلاب الضعفاء في الأردن.
أطلقت أنيرا بالتعاون مع منظمة ثاكي "Thaki" برنامجاَ تجريبياً للتعليم غير الرسمي بعد الدوام المدرسيّ ولمدة 12 شهراً بهدف معالجة الفجوات في نظام التعليم وذلك بتوفير ما يلزم ويتاح من مواد الإثراء التعليمي التي تكمل وتسد الثغرات في قطاع التعليم الرسمي في الشرق الأوسط.
وزعنا في تموز 2021 أجهزة الحاسوب المحمول التعليمية المقدمة من ثاكي على فصول ما بعد المدرسة، والتي شارك فيها 15 معلماً و99 طالباً في المجموع.
الاستعداد لمواجهة فصل الشتاء في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين
قد يواجه لبنان أحد أقسى فصول الشتاء حتى الآن، وهذا ليس انعكاساً للتنبؤات الجوية بقدر ما يعكس المصاعب المتزايدة التي يقاسيها الكثيرون. ويمثل انقطاع التيار الكهربائي وأزمة نقص الوقود عقبة في حصول السكان على الدفء.
يعيش اليوم أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، ويواجه هؤلاء انخفاضاً حاداً في درجات الحرارة يهدد حياتهم في فصل الشتاء.
نظمت أنيرا دورات خياطة مهنية لتدريب اللاجئين الفلسطينيين الشباب على مهارات جديدة إلى جانب توظيفهم في صناعة الملابس الدافئة لسكان مخيم شاتيلا.
بالإمكان القول أنه بعد أكثر من خمسين عاماً من العمل في فلسطين، أثرت مشاريع أنيرا بشكل ملموس في المجتمع المحلي. تمتلك جميع البلدات والقرى العديد من الأمثلة على التدخلات التي قامت بها أنيرا عبر السنوات، وقرية دير قديس هي أحدها.
تقع قرية دير قديس على بعد عشرة أميال شمال غرب رام الله. ويعتمد معظم سكانها البالغ عددهم 2500 نسمة في تحقيق معيشتهم على الزراعة والثروة الحيوانية والمشاريع الصغيرة. يقع أكثر من 90% من القرية ضمن المنطقة ج، وتكافح مثلها مثل العديد من القرى في الضفة الغربية للحفاظ على مستوى مقبول من الخدمات العامة المقدمة لسكانها.
الفئة العمرية للفتيات المشاركات في المشروع في لبنان لكونهنّ الأكثر عرضة للزواج المبكر.
3 من أصل 10
عائلات في لبنان امتنعت عن الإنفاق على التعليم بسبب الاقتصاد المنهار. غالباً ما تجبر الفتيات على ترك المدرسة.
51%
من الأسر الأشد فقراً تعيش في محافظة عكار، وهي المنطقة التي يستهدفها مشروع سما.
200-250 دولار
تدفع كراتب شهري لأكثر من 650 عائلة في عكار لتعويض تكاليف الضروريات الأساسية، مما يخفف الضغوط على العائلات لتزويج بناتهنّ.
من المزارع إلى الفصول
يقدم برنامج أنيرا في غزة وجبات إفطار صحية وطازجة لطلاب مرحلة رياض الأطفال بصورة يومية تشجع على إقامة شراكات مجتمعية مستدامة وطويلة الأمد بين الأسر المزارعة والنساء العاملات والمدارس.
يؤمن المزارعون والنساء في التعاونيات النسوية دخلهم إلى جانب تحقيقهم سلاسل قيمة من خلال تلبيتهم الطلب المحلي باستخدام عمالة وإنتاج محلي. يستفيد من خلال ذلك أصحاب المشاريع والعاملون لديهم من خلال توفير المعدات الزراعية، والتعبئة، والتغليف والغذاء وغيرها من المواد اللازمة لأنشطة البرنامج.
تقوم أنيرا بتركيب أنظمة تنقية المياه والألواح الشمسية على أسطح المدارس والجمعيات التعاونية، وبالتالي يحصل الطلاب وأعضاء التعاونيات على مياه صالحة للشرب ومصدراً موثوقاً للكهرباء. وبهذا تتمكن هذه المراكز المجتمعية من توفير المال واستثماره في تقديم مزيد من الخدمات للأطفال والنساء المعتمدين عليهم.
يشجع دعم الأسر الزراعية على الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية. فمثلاً تعمل الألواح الشمسية على تشغيل أنظمة الري، وتحد الخيم الزراعية ونمط الزراعة المائية من هدر الموارد المائية.
تشيع في غزة العزلة المفروضة على أساس الجنس. لهذا تشجع مشاريع "من المزارع إلى الفصول" الأمهات أثناء تواجد أطفالهن في المدرسة، على الاستفادة من المساحة العامة والآمنة التي توفرها الجمعيات التعاونية للنساء ليحصلن على تواصل اجتماعي خارج حدود منازلهنّ.
تقف وجبات الإفطار المقدمة في وجه سوء تغذية الأطفال وتعزز نموهم العقلي والبدني خلال سنوات تكوينهم. تبلغ نسبة الحضور في المدارس التي تمتلك هذا البرنامج ما يقارب 100%.
قامت أنيرا بتوزيع عدد ومستلزمات علاج إصابات الحروق على فرقة الإطفاء في بيروت في كانون الأول. تبرعت بهم منظمة Direct Relief في أعقاب الكوارث والحرائق البيئية التي عصفت بلبنان في العاميين المنصرمين. المصور هشام مصطفى.